وقفت فى الشباك
أتابع مايحدث بالشارع
ولمحت فى البعد
امرأة تضرب الرمل والودع
قادمة وهى تنادى
بصوت مرتفع
(أضرب الرمل واضرب الودع)
(زين ابين)
ولمحت جارتى الجميلة
تنادى عليها
وصعدت العرافة اليها
وعلى درجات السلم
فرشت العرافة منديلها
وجاءت الجميلة
وجلست بجوارها
وقدمت للعرافة نقودها
وبدأت العرافة
تشق الرمل بأصابعها
وتلقى عليه حبات الودع
وهنا ساد الصمت
وبدأت العرافة تروى لها
عن ماضيها وحاضرها
وقالت
ياصغيرتى
أنت رائعة الجمال
أنت فاتنة الرجال
أنت ساحرة القلوب
يحوم حولك الكثير
ويطلب ودك الكثير
ولا ترضى أبدا بالمكتوب
يتقرب منك حبيب العمر
ويكسر كل قيود القهر
ليعدل الحال المقلوب
لكنك عنه تبتعدين
والى الأغراب تتقربين
ويكون فى حبك منكوب
ويضيع منك ومنه الحب
ليصبح على أمره مغلوب
ياصغيرتى
قلبك يعشق أشباه الرجال
يعشق الصخر فى الجبال
وتعشقين من بين القلوب
قلوب قاسية متحجرة
لاتعرف رحمة ولاحب
ولاتعرف مكانا للجمال
وكل ما تعرفه تلك القلوب
الرغبة والشهوة والترحال
وأنت تنساقين خلفهم
تغرقين فى شهواتك
تنزلقين الى نهر رغباتك
وتطلبين منهم المحال
تطلبين الحب والحنان
تطلبين الصدق والأمان
تطلبين منهم مالا يطال
فهم ياصغيرتى
بكلمات الحب يتشدقون
ويقولون دوما مالا يفعلون
لان الحب الصادق لا يقال
صغيرتى
الماضى أبدا لا يعود
وحبيبك بالحب موعود
وقلبك يميل للمنافقين
ولا تعرفين لشهواتك حدود
تراجعى ياصغيرتى
فأنت مازلت فى عمر الزهور
وحبيبك يحارب من أجلك
ويحطم بحبك كل الصخور
ودائما يقول
الحب ياحبيبتى أفعال
الحب صادق كالطيور
الحب لا يعرف النفاق
الحب لا يعرف الغرور
عودى إليه ياصغيرتى
عودى الى الحنان
عودى الى الأمان
عودى الى الاطمئنان
عودى الى نفسك
والى الرحيم الرحمن
عودى كما ولدتك أمك
طاهرة عفيفة
واطلبي من الله
الرحمة والغفران
لعلك ذات يوم
تستقبلين الحب الصادق
يفتح أبواب القلب
ويغمرك بالإحساس
والصدق والإحسان
صغيرتى
طريقك اليوم مسدود
ورحلتك مازالت بلا حدود
لعل حبيبك غدا إليك يعود
فاستقبليه والتقية
لقاء العاشقين
كونى له داره
كونى معقل أسراره
كونى له سكنه
كونى ترحاله
كونى حبيبته
كونى أمه وعياله
كونى له نور ونار
كونى أنشودة
يعزفها هو
على ناى ودف وجيتار
كونى مودة ورحمة وسكن
كونى بحر وبحار
وعندما تكونى هكذا
سيكون هو لك
الليل والنهار
سيكون هو الحب
وهو السحر والسحار
سيكون لك الشوق
والمشاعر والأشعار
سيكون لك الدفئ
والإحساس
سيكون العازف والمزمار
ويكون هو القوة
التى تحتاجين إليها
وقت الانهيار
سيكون رفيق دربك
سندك ورفيق المشوار
سيكون هو قدرك
وسبحان مقدر الأقدار
انتبهي ياصغيرتى
وأرضى بالمكتوب
لان الله
لا يحب الغدر والغدار
فكونى رحيمة بنفسك
وعودى الى نفسك
وعودى الى الله
وأرضى بقسمته لك
فهو الوحيد
القادر القهار
يعفوا عمن يشاء
بيده الملك
وهو الكريم الغفار
عودى ياصغيرتى
الى قلبك
واستفتيه
لعله يقول لك
حبيبك فى الانتظار
يتقرب منك دوما
وحولك جميع الأخطار
ابتعدي عنها
وتقربى من الله
وقربى حبيبك إليك
لأنه الرجل المختار
ولأنك حره ياصغيرتى
فعليك حسن الاختيار
وجمعت منديلها
ووقفت لحالها
وتحركت هابطة درجات السلم
وغابت العرافة عن الأنظار
ودخلت جارتى الجميلة
وجلست أنا
ابحث فى كلمات العرافة
عن الشر والأشرار
والملم شمل الخير
ليعود الى الأخيار
وجاء الليل سريعا
وأسدلت الستار
ونمت
والله لا يغفل ولا ينام
لأنه القادر الستار
مع تحياتى وحبى
احمد دردير احمد