مدونه الشاعر احمد دردير احمد

مدونه الشاعر احمد دردير احمد
الشاعر احمد دردير احمد

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

الجزء الثالث من سيمفونية العشق والموت




وعلى محور متلا تصدى الجنود المصريين للدبابات حيث خرج العديد من الجنود وتسلقا دبابات العدو ببسالة وقاموا بنسف الدبابات واستشهدوا وعندما شاهد العدو ذلك وان دباباتهم يتم نسفها عن طريق أجساد الجنود المصريين وان هناك العديد منهم وهم جميعا مستعدون للقفز على دباباتهم ليدمروها اضطروا الى الانسحاب مذعورين لأنهم لم يعتادوا على هذه الأمور فى الحرب ولم يكتمل هجومهم المضاد بسبب بسالة الجنود المصريين الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم ليستمر الانتصار ...

...........................
الثغرة وما بعدها
.............
.تهاوت سمعة إسرائيل العسكرية.وأصبحت إسرائيل بعد هزيمة الأيام الأولى فى مواقف غريبة .بين ضغوط الداخل التى تحرج القيادات وضغوط الخارج وخاصة الإعلام الغربى والعربى ...
وصلت معلومات للقادة المصريين بأن هناك قوة إسرائيلية تتحرك وتدفع برجالها لاختراق صفوف المصريين ولم يكن احد من هؤلاء القادة يتخيل ان تحدث ثغرة بين الصفوف المصرية ولم يصدقوا كل تلك الأقاويل او لم يستجيبوا للمعلومات التى وصلتهم ويحاولون التحرى عنها ومعرفة اذا كان حدث فعلا اختراق ام لا ...
ولم يتخذ العمل المضاد لتك القوة الإسرائيلية بسرعة كافية والمناسبة لصد القوة التى تسللت ...
وعندما تأكد القادة المصريين من وجود ثغرة بين الصفوف وحدوث اختراق من قوة معادية دارت رحى القتال بيننا وبين العدو فى منطقة الثغرة...
كان لابد للقيادة من معلومات أكيدة عن حدوث الثغرة وتم إرسال دورية استطلاع الى غرب القناة للحصول على معلومات ووصلت الدورية الى منطقة جنيفة وعادت بالمعلومات الأكيدة عن حدوث الثغرة واختراق العدو وفى ذلك الوقت تم إرسال أحدى السرايا المضادة للدبابات وقابلت العدو من خلف الجيش الثالث ...
لقد عبرت قوة العدو وأحدثت الثغرة وسارت ثم عبرت قوة ثانية وتحركت من الجنوب  من العين السخنة لكى تلتقى القوتان فيتم فصل مدينة السويس ولو قدر للعدو ان ينجح فى ذلك لكان الحصار كاملا ...
لكن عناية الله هى التى جعلت القوات المصرية تفكر فى إقامة سواتر رأسية الى جانب السواتر المقامة على القناة وهذه السواتر هى التى مكنت القوات المصرية من المحافظة على ربط الجيش الثالث بالسويس وتم وقف تقدم القوات الإسرائيلية من الاتجاهين وتم إعداد خطة دفاعية لمواجهة قوات العدو فى مناطق متعددة .وكان هدف العدو الأول هو الاستيلاء على حوض الدرس ولو استطاع ذلك لتغير وجه الحرب وسجل له التاريخ انه المنتصر .ولكن شجاعة الجندى المصرى وأقدام  الرجال حالت دون ان يحقق العدو أهدافه فى هذه المعركة وفشل العدو فشل ذريعا فى حوض الدرس وسيذكر التاريخ أبطال هذة المعركة والرجال الأوفياء الذين استشهدوا فيها ...
ولم تكن الثغرة سوى ضربة حظ بالنسبة لإسرائيل وعملية تلفزيونية فى المقام الأول ولم يصدقها احد ...
ولم تقم إسرائيل بعملية الثغرة الا بعد بدأ الإمداد العسكرى الامريكى والجسر الامريكى الذى أحدث فرق فى استعادة الجيش الاسرائيلى لبعض قواه التى انهارت تماما فى الأيام الأولى للحرب .حيث نقل الجسر الجوى الامريكى لإسرائيل كميات هائلة من الأسلحة والمواد العسكرية وكذلك بعد ان قدمت أمريكا الى قادة إسرائيل صورة من صور التقارير التى جمعتها طائرات التجسس الأمريكية والتى قالت بأن منطقة تمتد حوالى 50 كليو مترا تكاد تخلوا من القوات على الضفة الغربية على جانبى الدفرسوار وتقابلها على الضفة الشرقية منطقة مماثلة ولكنها أضيق من الأولى بقليل .ونجح الاسرائيلين فى عبور تلك المنطقة بضربة حظ بناء على المساندة والمساعدة الأمريكية لهم برغم أنهم لا يعترفون بذلك ...
ولولا الدعم الامريكى والطيران الامريكى لما حدثت الثغرة...
كما ان تجاهل إسرائيل لقرارات وقف إطلاق النار أكثر من مره لما كانت ستحدث عملية الثغرة أبدا وبرغم ذلك كله فقد أصيبت القوات الإسرائيلية بخيبة الأمل مرتين ...
الأولى عندما فشلوا فى دخول مدينة السويس الباسلة والثانية عندما فجئوا بقوة وصمود الجنود المصريين على ارض المعركة والذين تصوروا ان الجنود المصريين سوف يلقون أسلحتهم ويستسلموا لهم ولكن أصابتهم الصدمة القاتلة بصمود الجنود فى تلك المعركة حيث كان المقاتل المصرى يعرف انه يقاتل الآن الجنود الاسرائيلين والامريكين معا ..مما أعطاه الدافع ان يقاتل بأستماته ويدافع عن أرضه بحياته ....

..........................
لقد استطاع الجنود المصريين فى منطقة الثغرة أكثر من مره تثبيت القوات الإسرائيلية التى اشتركت فى هذه العملية شرق القناة وعندما أراد الإسرائيليون إنزال معدات العبور الى الماء لفتح الطريق .لم يسمح لهم جنود المشاة المصريين بذلك ولم يجعلوهم يتقدمون خطوة واحده وانهالت على الاسرئيليين القذائف والصواريخ المصرية من كل اتجاة ...
وقد انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار عده مرات لتحقيق أهدافها السياسية وأهداف قادتها فى ذلك الوقت ...
ولقد أكدت التقارير العسكرية التى كتبها الخبراء الاسرائيلين أنفسهم حول معركة الثغرة ان الخطة الإسرائيلية فشلت بكل المقاييس وبشكل درامى وقالوا ان هذه العملية قد حققت الحد الأدنى من الأهداف السياسية لقادة إسرائيل ...
وكان الهدف من ذلك كله هو رفع الروح المعنوية للجندى الاسرائيلى والحصول على ورقه لمساومة المصريين بها ...
وقد كان من الممكن ان يتحول وجود القوات الإسرائيلية غرب القناة الى كارثة بالنسبة لهم لأنهم كانوا جميعا رهينة فى ايدى القوات المصرية لأنهم كانوا بدون عمق استراتيجي مما كان يحول بينهم وبين الدفاع عن أنفسهم او الهجوم المؤثر ويضاف الى ذلك أنهم كانوا فى قلب منطقة الحشد العسكرى المصرى ولذلك أكد المحللون الاسرائليون أنفسهم ان عملية الثغرة لم تكن الا عملية تلفزيونية بحته لها أهداف سياسية ولم تحقق أهدافها وقد تميزت هذه العملية بالمصادفات وكانت معركة دعاية ولم تكن معركة بالمعنى الحقيقى وكلها أباطيل ...
هكذا قال الخبراء والمحللون الإسرائيليون فى جرائدهم وأجهزتهم الإعلامية المختلفة وقد ظهر الزيف فى الأقاويل التى قيلت عن الثغرة وعن ماحدث فيها ...
فبرغم قرار وقف إطلاق النار الذى كان ملزم للطرفين.لم تتوقف إسرائيل عن المحاولة لرد الهجوم الوحشى عليها ولم تتوقف عن محاولة إظهار أنها القوة التى     لا تقهر وقد أثبتت الأيام عكس ذلك وتم قهرها وهزيمتها هزيمة شهد لها العالم اجمع وتحت سمع وبصر العالم فى جميع المجالات مثل التفوق التخطيطى والتفوق العددى والتفوق التكتيكى للحرب والتفوق التكنولوجى والتفوق الحركى والميكانيكى والتفوق العملى على ارض المعركة ...
لقد كانت حرب أكتوبر 73 حرب لم يشهد العالم لها مثيل وسوف يسجلها التاريخ بحروف من نور ......
.....................
النابلم قبل العبور
..............
وصلت معلومات مخابراتيه عن وجود أنابيب ممتدة من مخازن مملوءة بالنابلم بداخل مخازن بداخل الساتر الترابى  وتمتد تلك الأنابيب من الساتر الترابى الى شاطئ القناة الشرقى لتخرج من خلال فوهات فى أسفل الساتر الترابى على الشاطئ وان إسرائيل قامت بأعداد مواسير للنابلم تتجه الى مجرى القناة وتخرج من النقاط الحصينة التى أقيمت على مواجهة تقدر بمائة وسبعين كيلو مترا وقد تم تركيب أجهزة ضخمة لضخ المواد الملتهبة على الشاطئ الشرقى للقناة لكى تقيم فى دقائق معدودة سدا قويا وفريدا من النيران واللهب وقد تم ملئ خزانات ضخمة من هذا النابلم ووضع لها صمامات أمان تتحكم فيها طلمبات ضخ قوية يخرج منها خط من الأنابيب بقطر أربعة بوصات ينتهى بفتحات تحت سطح الماء على مسافات متقاربة وبشكل أكثر تركيزا فى جميع الأماكن الصالحة للعبور ...
وجميع المخازن مدفونة تحت الأرض تحسبا لعدم أصابتها بنيران المدفعية المصرية او الطيران وكل مخرن من تلك المخازن قادر على ضخ 200 طن من النابلم فى دقائق قليلة وقد قال موشى ديان عن ذلك فى احد أحاديثه قبل الحرب ...
"لو حاولت القوات المصرية عبور قناة السويس ذات يوم .فسوف تباد عن أخرها وتتحول الى رماد فوق الماء"
وذلك لان النابلم عبارة عن زيوت سريعة الاشتعال مخلوطة بكميات محسوبة من الكيروسين لتكوين طبقة قوية من النيران فوق سطح الماء ...
وجاء فى المعلومات التى وصلت الى القيادة المصرية تحديدا لاماكن المصاطب التى تقع بها مخازن النابلم وخرائط توضيحية لها واتجاه الأنابيب ...
وقبل العبور استطاعت مجموعات عمل من فرق الاستطلاع ان تتسلق الساتر الترابى وتتوجه الى المخازن وتفصل الأنابيب وتعطل الطلمبات وتغلق فوهات الأنابيب أخذا بالحيطة والحذر وإثناء تنفيذ تلك المهمة استطاعوا ان يلتقطوا صورا لكل معالم خط برليف وراء الساتر وقد أفادت تلك الصور وغيرت بعض الخطط والتقديرات ...
وعلى ضوء الصور التى التقطت والمعلومات المتوفرة تم وضع الخطط ونماذج للساتر الترابى والمصاطب وتم تدريب الجنود عليها قبل الحرب ...
وسوف يذكر التاريخ لجيش مصر الباسل انه واجه اكبر تحدى فى التاريخ البشرى وواجه أيضا تحصينات خط برليف التى لم تكن سهلة بكل الأحوال وقد برع المقاتلون المصريون وهم يقتحمون تلك المواقع الحصينة متسلحين بحبهم لوطنهم والشجاعة والأيمان بالله عز وجل ...
وتلك الروح العالية التى أسقطت كل هذه القلاع الحصينة وحطمت الى الأبد أسطورة الجيش الذى لا يقهر وأعادت للعسكرية المصرية اعتبارها كما أعادت للأمة العربية كلها كرامتها وكبريائها فى أول معركة حقيقية يخوضها أبناء مصر البواسل ضد العدو الصهيونى الغادر الذى لا يعرف للصدق معنى ولا للعهود كلمات ...

........................
 . يحكى محمد لأبيه وأمه وأخواته عن حرب أكتوبر التى عاشها وانخرط فيها حيث كانت أول معركة حربية يدخلها فى حياته ويقول وهو يتذكر بعد كل تلك السنوات...
لم اشعر بالخوف فى حياتى مثلما شعرت بالخوف عندما دارت رحى المعركة.شعرت به ينتابنى ويهز وجداني ومشاعري من الأعماق .يتفجر كالقنابل والصواريخ التى اسمع دويها ولكن فى اعماقى . شعرت بالخوف وهى المرة الأولى فى حياتى التى اشعر فيها بخوف حقيقى . ولكن . فى لحظة. ساد فيها الصمت داخل اعماقى . ذكرت الله . ونطقت بالشهادة . وعندما فعلت ذلك . وجدت نفسى أتحرك بين زملائى كالأسد الكاسر وانطلقت معهم نردد كلمة الله اكبر وكأن الرصاص والقنابل والصواريخ المندفعة من حولى لا شئ على الإطلاق...
وذلك لان غريزة الخوف مثلها مثل اى غريزة أخرى توجد داخل الإنسان . تظهر فى لحظة وتختفى فى لحظة . فإذا كان الإنسان قويا وثابتا وذكر الله كثيرا . تحول الخوف الى أقدام وشجاعة لا نظير لها ...
وقد شعرت بأن الموت قريب منى للغاية ولكن ذكر الله ابعد تلك الأفكار عن رأسى  وهذا الشعور عن ذهنى ولا اعرف كيف حدث هذا ولكن تلك هى قدرة الله وذكر اسمه وهو الذى قال "الا بذكر الله تطمئن القلوب" وقد صدق الله العظيم حين قال ذلك ...
وقد امتلاء قلبى بالسكينة والهدوء والطمأنينة والتفاؤل وقد جعلنى هذا بين زملائى أسد جسور لا يخاف الموت ويسعى الى الشهادة من اجل الوطن وحمايته ...
.ولعلنى هنا أتذكر أيضا انى كنت مع زملائى فى موقع عيون موسى  وللحقيقة أسجل ان هذا الموقع كان موقع بطارية مدفعية ميدانية وهو موقع حصين ويعمل بالكهرباء .وذلك لان أبوابه تفتح بالكهرباء والمدافع تظهر وتختفى ذاتيا والموقع أساسا مخفى  إخفاء كاملا بحيث يستطيع ان يضرب أهدافه دون ان يتم كشفه ثم يوقف نيرانه ويختفى موقعة فلا يظهر الا إذا كان هناك أهداف يصيبها .وكان معروف لنا انه يوجد موقع لقذائف المدفعية بالمنطقة ولكنة مخفى عن العيون .وكان مطلوب منا ان نكتشف هذا الموقع وان نحدد مكانه وفى يوم 9 أكتوبر كان هناك تطوير لهجوم مصرى قوى من أحدى القوات المصرية على الجبهة وإثناء الهجوم تم إرسالنا لنكتشف موقع المدفعية هذا كدورية استطلاع وتحركنا فى عده اتجاهات حتى اصطدمنا بهذا الموقع الحصين ودخلنا اليه فلم نجد اى جندى اسرائيلى به .وذلك لأنهم فروا هاربين خوفا وذعرا ظنا منهم ان قواتنا تحاصرهم فتركوا الموقع ولاذوا بالفرار وعندما دخلنا الموقع وجدنا ان الطعام مازال ساخنا وكل شئ فى مكانه حتى الأسلحة الخفيفة مما جعلنا نضحك على هؤلاء الضعفاء الجبناء المذعورين من هول ما يروه من جنودنا على ساحة القتال .وقد عرفنا بعد ذلك ان هذه هى الطريقة الإسرائيلية فى القتال .وفيما بعد خرجت قصص كثيرة عن هذا الموقع رواها من لم يدخله ولم يعرف عنه شئ ولم يشارك حتى فى المعركة . نعم لقد قالوا ان العدو حاربنا فيه وحاربناه الاسرائيلين يعلمون أنهم تركوه سليما ولو قلنا إننا حاربناهم وحاربونا سوف نصنع لهم بطولات لم تحدث على الإطلاق ...
فعيون موسى لم تكن على الإطلاق معركة. بل كانت هروب من الموقع لذعرهم وخوفهم الشديد من الوقوع فى الأسر وهم يعلمون ان من يقع فى الأسر يعامل كما يعاملوا هم أسراهم فهربوا محاولين إنقاذ أنفسهم من الوقوع فى الأسر وفى يد من لن يرحمهم وتركوا ورائهم الموقع بما فيه صيد سهل وقع بين أيدينا سليما بمدافعة الشهيرة ...

 .تحولنا بعد ذلك للعمل مع الوحدات المختلفة من القوات المصرية التى عبرت القناة وقد قامت مجموعات من القوات المصرية بأعمال بطولية لاحصر لها وإذا سجلناها فلسوف نحتاج الى الآلاف المؤلفة من الأوراق لكى نسجل بها كتبا لاحصر لها. منها على سبيل المثال لا الحصر الاستيلاء على جميع المواقع الحصينة للعدو وجميع مراكز القيادة الإسرائيلية وذلك بطول خط برليف ومحور"متلا" و"جبل المر " و"عيون موسى" وتم الاستيلاء على موقع لسان بور توفيق الذى كان يضم 6 دشم أقامها الجيش الاسرائيلى على اللسان بطول خمسة كيلو مترات وكان عرضة حوالى 200 مترا وكانت جدران الدشم تتكون من عربات السكك الحديدية المليئة بالاسمنت المسلح وقضبان السكك الحديدية وتم ردمها بالرمل ليصل ارتفاعها حوالى ثلاثة أمتار حتى لا تؤثر القذائف في الدشم كما كانت تلك الدشم تتصل ببعضها عن طريق أنفاق تحتيه بحيث إذا سقطت إحداها يهرب أفرادها الى الدشم الأخرى وكانت أبوابها فولاذية صلبة وكانت تلك الدشم مصممه بحيث لا تؤثر فيها ضربات المدفعية والطيران وحتى أثقل أنواع القنابل كانت لاتحدث فيها سوى إصابات طفيفة للغاية وكانت تلك الدشم من المواقع المسلحة تسليح قوى فكانت تضم خمس دبابات أمريكية وبطاريات مدفعية ثقيلة ورشاشات ثقيلة ومتوسطة هذا بخلاف الأسلحة الخفيفة وقد تم بحمد الله وحده الاستيلاء على موقع الدشم بالكامل فى معركة لم تدم طويلا ...

............................
شهادة الاعداء
..........
.قال ديفيد العازر رئيس الأركان الاسرائيلى كان اكبر مفاجآت حرب أكتوبر 73 هى الجندى المصرى الذى اظهر قدرا كبيرا من الكفاءة القتالية والتضحية بالنفس وقوة الدافع الذى يفوق كثيرا ما كنا نتوقع ...
كما قال الجنرال الاسرائيلى تاركسيس .ليس أمامنا من مفر من ان نشهد ان المصريين خططوا للحرب ببراعة ونفذوا بدقه ولقد حاولنا بكل جهدنا ان نعيق عمليات العبور وردها بالقوة على أعقابها ولكننا فشلنا وكأننا اغمضنا أعيننا وفتحناها لنجد المصريين قد انتقلوا تحت النار من غرب القناة الى شرقها وكأنهم مردة ...
وقال موشى ديان . لم نتوقع ان يكون المصريين بمثل هذه القوة وهذا الإصرار والتمسك بالنصر والإلقاء بأجسادهم فوق الدبابات ليفجروها ولم نشهد هذا الفداء وتلك التضحية طوال حياتنا العسكرية والسياسية ...
قالت جولدا مائير .إننا فى كارثة حقيقية بكل المقاييس بعد فشلنا فى تلك الحرب ولقد حقق المصريين مرادهم وسحقونا سحقا ...
وقال عساف ياجورى مهما قلنا وافتعلتا الدعايات فلقد انتصر المصريين واسرونى ..
وقال بيجن نحن لم نتوقع مثل هذا الحدث الجلل الذى هز إسرائيل من الداخل ودمرها فى الخارج وتفوق علينا المصريين بذكاء لم نشهد له مثيل ...
وقال شارون .ان المصريين كانوا وحوشا بالصحراء ولم نشهد من قبل ولا على مدار التاريخ رجال يلقون بأجسامهم ليدمروا الدبابات الحربية فى قلب المعركة وكان المصريين متفوقين فى كل شئ ...
وان جائت الشهادة من الأعداء فهى شهادة موثوق بها لأنها لا تكذب ولا تتجمل
                        ...............
بصمه على جدار الخلود
....................
البطل محمد المصرى دمر وحده 27 دبابة إسرائيلية فى مواقع مختلفة ...
البطل محمد عبد العاطى صائد الدبابات دمر وحدة 24 دبابة وثلاث عربات مدرعة فى مواقع مختلفة ...
البطل احمد مأمون صاحب فكرة خراطيم المياه والتى كان لها مفعول السحر فى لحظات العبور ...
البطل محمد زرد الذى استشهد فى معركة محور "متلا" بعد ان تم الاستيلاء على الموقع بالكامل ...
البطل ثروت داود الذى اسقط وحده 7 طائرات فانتوم وسكاى هوك بقاذفه الصاروخى ...
البطل حسام عمارة قام بتدمير 13 دبابة للعدو إثناء موقعة الثغرة ...
البطل نمر نسيم حنا وقد قام بإسقاط خمس طائرات للعدو فى ساعة واحدة ...
البطل محمد العباسى أول من رفع علم مصر على خط برليف وقتل ثلاثون جنديا اسرائيلى اثناء رفع العلم ...
البطل محمد عبد السلام أول من رفع العلم بالضفة الشرقية للقناة على مستوى القوات المسلحة المصرية ...
وغيرهم الآلاف من الأبطال الذين استشهدوا والذين مازالوا على قيد الحياة ويستحقون ان توضع أسمائهم فى سجل التاريخ ليكونوا بذلك بصمه على جدار الخلود لا يمحوها الزمن ولا يمحوها إنسان ...

          ..................................
تلك هى قصتى او قصة محمد مع أبية  او قصة كل بطل من أبطال حرب أكتوبر ...
نعم عشنا تلك الأيام والساعات والدقائق والثواني واللحظات . عشناها بكل مافيها من خوف وقوة .من هزيمة وانتصار . من عزيمة وإصرار . عشناها بكل معانيها . عشناها ونحن نحمل أرواحنا على اكفنا مؤمنين ان الله ينصر من ينصره وان الله وحده قادر على ان ينصرنا على القوم الكافرين بقوة إيماننا به ودعواتنا وسجودنا له . كنا وبحق جيوش الساجدين الموحدين العابدين المؤمنين بالله وبرسوله صلى الله علية وسلم وكان فى ذلك الوقت أخواتنا المسيحيين بجوارنا جنبا الى جنب وشعارهم هو شعارنا " الله اكبر " ودمائهم هى دمائنا وروحهم هى روحنا ولم يفرقنا شئ غير الموت على ارض المعركة ...

.......................
كلمة الفنان بيكار
..............

ناولنى أيدك يا بطل               علشان أبوس الجرح
ياللى دفعت من عرقك ودمك
مهر يوم الفرح
ياللى بنيت للكرامة
أعلى واكبر صرح
ياما التاريخ راح يقول عنك
وراح يطول الشرح

بيكار
  


كلمة واجبة
......
أرجو من الله ان يقدم هذا الكتاب لمحات من حرب اكتوبر 1973 وان تكون ذاكرتى اسعفتنى لتذكر الكثير من المواقف التى حدثت بالفعل فى هذه الحرب وان أكون اشبعت رغبة القارئ الكريم فى العلم بما جرى على ارض الواقع بمعركة العبور العظيم وأتمنى ان اكون قد اعطيت كل ذى حق حقه فى هذا العمل الادبى والتاريخى ...
ويسرنى هنا ان اهدي هذا الكتاب الى أرواح الشهداء من أبطال حرب أكتوبر المجيدة ..وتمنياتى بالتوفيق للجميع ....

                                 احمد دردير احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق